قوله تعالى { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون }
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى } ، لأنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود .
قال ابن كثير وقوله : { من أهل القرى } المراد بالقرى المدن لا أنهم من أهل البوادي الذين هم من أجفى الناس طباعا وأخلاقا ، وهذا هو المعهود المعروف أن أهل المدن أرق طباعا وألطف من أهل سوادهم ، وأهل الريف والسواد أقرب حالا من الذين يسكنون في البوادي ، ولهذا قال تعالى : { الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا } الآية . . . وقوله { أفلم يسيروا في الأرض } يعني هؤلاء المكذبين لك يا محمد في الأرض { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } أي من الأمم المكذبة للرسل ، كيف دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ، كقوله : { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها } الآية ، فإذا استمعوا خبر ذلك رأوا أن الله قد أهلك الكافرين ونجى المؤمنين ، وهذه كانت سنته تعالى في خلقه .
وانظر سورة الأنعام آية ( 11 ) ، وانظر سورة غافر آية ( 82 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.