ثم رجع إلى حديث الرسل الذين كذبهم قومهم ، فقال تعالى : { حَتَّى إذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ } يعني : أيسوا من إيمان قومهم أن يؤمنوا { وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا } قرأ أهل الكوفة عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، { كُذِبُوا } بتخفيف الذال . وقرأ الباقون : بالتشديد . وروى الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ، أنه قرأ : { كُذِبُوا } بالتخفيف . ويقال : لما أيست الرسل ، أن يستجيب لهم قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا عليهم ، جاءهم بالنصرة . وروى ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس أنه قال : { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } قال : كانوا بشراً ، فضعفوا ، وسئموا ، وظنوا أنهم قد كذبوا ، وأشار بيده إلى السماء . قال ابن أبي مليكة : فذكرت ذلك لعروة . فقال : قالت عائشة رضي الله عنها : معاذ الله ما حدث شيئاً إلا وعلم الله ورسوله أنه سيكون قبل أن يموت . قالت : ولكن نزل الأنبياء البلاء حتى خافوا أن يكون من معهم ، كذبوهم من المؤمنين ؛ وكانت تقرأ { قد كُذِّبُوا } بالتشديد . وعن عائشة قالت : استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم ، أن يصدقوهم ، وظنوا أن من قد آمن بهم من قومهم ، قد كذبوهم . وقال القتبي : الذي قالت عائشة أحسنها في الظاهر ، وأولاها بأنبياء الله تعالى { جَاءَهُمْ نَصْرُنَا } أي : للأنبياء بالنصرة .
ثم قال : { فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءَ } يعني : من آمن بالأنبياء . قرأ عاصم وابن عامر { فَنُجِّيَ من نشاء } بنون واحدة مع التشديد . وقرأ الباقون بالنونين ، وأصله { فَنُنْجِيَ } بالنونين ، إلا أن من قرأ بنون واحدة ، أدغم إحداهما في الأُخرى ثم قال : { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا } يعني : عذابنا { عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } يعني : الكافرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.