جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (110)

{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ } : متعلق بما دل عليه الكلام كأنه قيل : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا فتراخى نصرهم وتطاول عهدهم في الكفار حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم ، أو استيأسوا من نصرهم ، { وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ } فيه قراءتان التخفيف والتشديد وعلى الأول : الضمائر كلها لمن أرسل الرسل إليهم فإن الرسل دال عليهم وحاصله أنهم حسبوا كذب الرسل في الوعيد والوعد والضمائر للرسل يعني قد خطر بخواطرهم خلف الوعد من الله تعالى في نصرهم ، وعن ابن عباس{[2479]} رضي الله عنهما لأنهم كانوا بشرا وتلا : " حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله " ( البقرة :214 ) ، وقيل معناه : ظنوا كذب القوم بوعد الإيمان وخلف وعدهم وعلى الثاني ، الضمائر للرسل والظن بمعنى اليقين وهو شائع أي : أيقنوا تكذيب القوم لهم أو بمعناه أي : ظنوا أنهم يكذبهم من آمن بهم أيضا يرتد عن دينهم لاستبطاء النصر ، { جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء } وهم أتباع الأنبياء ، { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا } أي : عذابنا { عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } .


[2479]:رواه البخاري عن ابن عباس، والمراد الوسوسة وحديث النفس لا الظن المصطلح/12.