معاني القرآن للفراء - الفراء  
{حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (110)

وقوله : { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ 110 }

خفيف . وقرأها أهل المدينة بالتثقيل ، وقرأها ابن عباس بالتخفيف ، وفسَّرها : حتى إذا استيأس الرُسُل من قومهم أن يؤمنوا ، وظن قومُهم أَن الرسل قد كُذِبوا جاءهم نصرنا . وحُكِيَتْ عن عبد الله ( كُذِّبُوا ) مشدًّدة وقوله : { فَنَجى مَنْ نَشَاء } القراءة بنونين والكِتَاب أَتى بنون واحدة . وقد قرأ عاصم ( فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء ) فجعلها نْونا ، كأنه كره زيادة نون ف ( مَنْ ) حينئذ في موضع رفع . وأما الذين قرءوا بنونين فإن النون الثانية ، تخفي ولا تخرج من موضع الأولى ، فلما خفيت حذفت ، ألا ترى أنك لا تقول فننجى بالبيان . فلما خفيت الثانية حذفت واكتفي بالنون الأولى منها ، كما يكتفي بالحرف من الحرفين فيدغم ويكون كتابُهما واحداً .