التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (5)

قوله تعالى { وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { وإن تعجب فعجب } ، إن عجبت ، يا محمد { فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد } ، عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت .

قال ابن كثير : يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم { وإن تعجب } من تكذيب هؤلاء المشركين بأمر المعاد ، مع ما يشاهدونه من آيات الله سبحانه ودلائله في خلقه على أنه القادر على ما يشاء ، وما يعترفون به من أنه ابتدأ خلق الأشياء فكونها بعد أن لم تكن شيئا مذكورا ، ثم هم بعد هذا يكذبون خبره في أنه سيعيد العالمين خلقا جديدا ، وقد اعترفوا وشاهدوا ما هو أعجب مما كذبوا به ، فالعجب من قولهم { أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد } ، وقد علم كل عالم وعاقل أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ، وأن من بدأ الخلق فالإعادة عليه أسهل ، كما قال تعالى : { أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير } .

وانظر سورة سبأ آية ( 33 ) لبيان الأغلال ، وكذا في سورة غافر آية ( 71 ) .