قوله تعالى { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا }
قال الشيخ الشنقيطي : أمر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة الناس على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لأن أمر القدوة أمر لأتباعه -كما قدمنا- أن يقولوا : الحمد لله أي كل ثناء جميل لائق بكماله وجلاله ، ثابت له مبين أنه منزه عن الأولاد والشركاء والعزة بالأولياء ، سبحانه وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا ، فبين تنزهه عن الولد والصحابة في مواضع كثيرة كقوله : { قل هو الله أحد } إلى آخر السورة ، وقوله { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } وقوله { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم } وقوله { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } الآية ، والآيات بمثل ذلك كثيرة ، وبين في مواضع أخر : أنه لا شريك له في ملكه ، أي ولا في عبادته كقوله : { وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير } وقوله { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } وقوله { تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير } وقوله { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء } الآية ، والآيات بمثل ذلك كثيرة ومعنى قوله تعالى في هذه الآية { ولم يكن له ولي من الذل } يعني أنه لا يذل فيحتاج إلى ولي يعزبه لأنه هو العزيز القهار الذي كل شيء تحت قهره وقدرته كما بينه في مواضع كثيرة كقوله { والله غالب على أمره } الآية ، وقوله { إن الله عزيز حكيم } .
وأخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { ولم يكن له ولي من الذل } يقول : لم يحالف أحدا ، ولم يبتغ نصر أحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.