التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

قوله تعالى { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا }

قال الشيخ الشنقيطي : أمر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة الناس على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لأن أمر القدوة أمر لأتباعه -كما قدمنا- أن يقولوا : الحمد لله أي كل ثناء جميل لائق بكماله وجلاله ، ثابت له مبين أنه منزه عن الأولاد والشركاء والعزة بالأولياء ، سبحانه وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا ، فبين تنزهه عن الولد والصحابة في مواضع كثيرة كقوله : { قل هو الله أحد } إلى آخر السورة ، وقوله { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } وقوله { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم } وقوله { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } الآية ، والآيات بمثل ذلك كثيرة ، وبين في مواضع أخر : أنه لا شريك له في ملكه ، أي ولا في عبادته كقوله : { وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير } وقوله { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } وقوله { تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير } وقوله { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء } الآية ، والآيات بمثل ذلك كثيرة ومعنى قوله تعالى في هذه الآية { ولم يكن له ولي من الذل } يعني أنه لا يذل فيحتاج إلى ولي يعزبه لأنه هو العزيز القهار الذي كل شيء تحت قهره وقدرته كما بينه في مواضع كثيرة كقوله { والله غالب على أمره } الآية ، وقوله { إن الله عزيز حكيم } .

وأخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { ولم يكن له ولي من الذل } يقول : لم يحالف أحدا ، ولم يبتغ نصر أحد .