الآية 113 وقوله تعالى : { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب } فإن قيل : كيف عاتبهم بهذا القول ، وقد أمر نبيه عليه السلام في آية أخرى أن يقول لهم{[1325]} ذلك { قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم } [ المائدة : 68 ] ؟ قيل : أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ليسوا على شيء إذا لم يقيموا التوراة ، فأما إذا أقاموا التوراة ، وفيها أمر لهم بالإسلام واتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهم على شيء ، ومعنى هذا الكلام ، والله أعلم ، أن قال لهم : كيف قلتم ذلك ، وعندكم [ من ]{[1326]} الكتاب ما يبين لكم ، ويميز الحق من الباطل ، ويرفع من بينكم الاختلاف لو تأملتم ، وتدبرتم ؟
ويحتمل أن كل فريق لما قال لفريق آخر ذلك : إنهم ليسوا على شيء [ أكذبهم الله تعالى ، ورد عليهم : { بلى من أسلم } منهم فهم على شيء ]{[1327]} لأنه كان أسلم من أوائلهم ، ويحتمل أنهم ليسوا على شيء على نفس دعاويهم وقولهم في الله بما لا يليق ، وهم على شيء في تكذيب بعضهم بعضا بما قالوا . وقيل : لما قالت : { اليهود ليست النصارى على شيء } من الدين ، فما لك يا محمد ؟ اتبع ديننا ؛ فإنهم ليسوا على شيء . وكذلك قول الفريق الآخر له{[1328]} .
ثم اختلف في الإسلام ؛ قيل : الإسلام هو الخضوع ، وقيل : الإسلام هو الإخلاص بالأفعال ؛ وهو أن يسلم نفسه لله ، أو يسلم دينه ، ألا يشرك فيه .
وقوله : { كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } قيل : { الذين لا يعلمون } هم الذين لا كتاب لهم ، وهم مشركو العرب . وقيل : { الذين لا يعلمون } هم الذين لا يقدرون على تلاوة القرآن والكتاب{[1329]} وتمييز ما{[1330]} فيه ، وهم جهالهم ؛ سوى عز وجل بينهم في القول : من علم منهم ومن لم يعلم ؛ لأن من علم منهم لم ينتفع بعلمه ، فكان كالذي لم يعلم شيئا ، وقد ذكرنا هذا في ما تقدم في قوله : { صم بكم عمي } [ البقرة : 18 ] أنه سماهم بذلك لما لم ينتفعوا بالآيات والأسباب التي أعطاهم الله عز وجل ، والله أعلم .
وقوله : { فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } [ بالعذاب ]{[1331]} لاختلافهم في ما بينهم وبقولهم في الله تعالى بما لا يليق { سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا }{[1332]} [ الإسراء : 43 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.