التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ} (116)

قال الله تعالى{ وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }

أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولدا .

( الصحيح رقم 4482 –التفسير- سورة البقرة ، ب{ وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه } ) .

وأخرج الشيخان بسنديهما عن أبي موسى الأشعري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم " .

( صحيح البخاري رقم 7378-التوحيد ، ب قول الله تعالى{ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } ) ، ( وصحيح مسلم –صفات المنافقين ، ب لا أحد أصبر على أذى من الله ) . وذكر ابن كثير هذين الحديثين في تفسيره( 1/282 ) .

وقال الشنقيطي عند هذه الآية : هذا الولد المزعوم –على زاعمه لعائن الله- قد جاء مفصلا في آيات أخر كقوله{ وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون }وقوله{ ويجعلون لله البنات }الآية .

قوله تعالى{ كل له قانتون }

وأخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله عز وجل{ كل له قانتون } قال : مطيعون . قال : طاعة الكافر في سجود ظله .

وكأنه استنبط هذا القول من قوله تعالى{ ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال }الرعد : 15 ، ومن قوله تعالى{ أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون }النحل : 48 .

وأخرجه الطبري بسنده الحسن عن قتادة بلفظ : مطيعون .