التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَوۡمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (103)

قوله تعالى { . . . لا يحزنهم الفزع الأكبر }

الفزع الأكبر هو عند النفخ في الصور كما في قوله تعالى { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } سورة النمل آية ( 87 ) وانظر تفسيرها هناك .

قوله تعالى { وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون } ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن عباده المؤمنين الذين سبقت لهم منه الحسنى { تتلقاهم الملائكة } أي تستقبلهم بالبشارة وتقول لهم { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } أي توعدون فيه أنواع الكرامة والنعيم قيل : تستقبلهم على أبواب الجنة بذلك وقيل عند الخروج من القبور كما تقدم . وما ذكره جل وعلا من استقبال الملائكة لهم بذلك بينه في غير هذا الموضع كقوله في فصلت : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم } .