{ لا يحزنهم } بفتح الياء وضم الزاي ، وقرئ بضم الياء وكسر الزاي .
قال اليزيدي : حزنه لغة قريش وأحزنه لغة تميم ، بيان لنجاتهم من الفزع بالكلية إثر بيان نجاتهم من النار لأنهم إذا لم يحزنهم { الفزع الأكبر } وهو أهوال يوم القيامة من البعث والحساب والعقاب ، والأمر بالعبد إلى النار ، لا يحزنهم ما عداه بالضرورة .
وقال ابن عباس : هو النفخة الآخرة ، وقيل هو حين يذبح الموت وينادي يا أهل النار خلود ولا موت ، وقيل هو حين يطبق على جهنم ، وذلك بعد أن يخرج الله منها من يريد أن يخرجه ، ثم تغلق النار على أهلها .
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة على كثبان المسك لا يهولهم الفزع الأكبر يوم القيامة ؛ رجل أمّ قوما وهم له راضون ، ورجل كان يؤذن في كل يوم وليلة وعبد أدى حق الله وحق مواليه ) {[1217]} .
{ وتتلقاهم الملائكة } أي تستقبلهم على أبواب الجنة يهنونهم ، وقال المحلي : عند خروجهم من القبور ، ولا مانع أنها تستقبلهم في الحالين ، ويقولون لهم { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } به في الدنيا وتبشرون بما فيه ، هكذا قال جماعة من المفسرين : أن المراد بقوله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } إلى هنا هم كافة الموصوفين بالإيمان والعمل الصالح لا المسيح وعزير والملائكة ، لأن عليا قرأ هذه الآية ، ثم قال : أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمان بن عوف .
وقال أكثر المفسرين : إنه لما نزل { إنكم وما تعبدون } الآية أتى ابن الزبعري{[1218]} إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ألست تزعم أن عزيرا رجل صالح وأن عيسى رجل صالح ، وأن مريم امرأة صالحة ؟ قال : بلى ، قال : فإن الملائكة وعيسى وعزيرا ومريم يعبدون من دون الله ، فهؤلاء في النار ، فأنزل الله هذه الآية إلى آخرها أخرجه ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس وأخرجه أبو داود والطبراني من وجه آخر بأطول منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.