التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ أَوَلَمۡ يَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرُ جَمۡعٗاۚ وَلَا يُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (78)

قوله تعالى { قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون }

قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن جواب قارون لقومه ، حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير { قال إنما أوتيته على علم عندي } أي : أنا لا أفتقر إلى ما تقولون ، فإن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه ، ولمحبته لي فتقديره : إنما أعطيته لعلم الله فيّ أني أهل له ، وهذا كقوله تعالى { فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم } أي : على علم من الله بي .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون } كقوله { يعرف المجرمون بسيماهم } زرقا سود الوجوه والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى { ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون } قال : يدخلون النار بغير حساب .