التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (17)

قوله تعالى : { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب }

قال ابن ماجه : حدثنا رشد بن سعيد الرملي . أنبأنا الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل ليقبل توبة العبد ما لم يغرغر " . ( السنن 4253 – ك الزهد ، باب ذكر التوبة ) . قال المزي : عند ابن ماجة عبد الله بن عمرو وهذا وهم والصواب ابن عمر ( تحفة الأشراف 5/328 ) . قال البوصيري : هذا إسناد ضعيف لتدليس الوليد ومكحول الدمشقي ( مصباح الزجاجة 3/309 ) . أخرجه الترمذي من طريق محمد بن بشار وأبي ثابت العقدي عن ابن ثوبان عنه به ( السنن – الدعوات ، باب إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) . وقال حسن غريب . ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق ابن ثوبان به ( مصباح الزجاجة 3/309 ) . ذكره ابن كثير وقال : ووقع في سنن ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو وهو وهم إنما هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ا . ه . ثم ذكر له شواهد موصولة ومرسلة ( انظر التفسير 2/206 ، 207 ) . وحسنه السيوطي ( الجامع الصغير 2/306 ) ، وصححه أحمد شاكر في المسند ( ح 6160 ) وقال الألباني : حسن ( صحيح ابن ماجة 2/418 ) . أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ( للذين يعملون السوء بجهالة ) قال : كل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته .

وانظر سورة الأنعام آية ( 54 ) وتفسيرها .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( ثم يتوبون من قريب ) والقريب فيما بينه وبين أن ينظر إلى ملك الموت .