{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ } قال الحسن : يعني التوبة التي يقبلها الله ، فتكون على بمعنى عند ، أقامه مقام صفة .
قال الثعلبي : وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : ( على ) هاهنا بمعنى ( من ) يقول : إنما التوبة من الله للذين يعملون السوء بجهالة ، اختلفوا في معنى الجهالة : فقال مجاهد والضحاك : هي العمد .
وقال الكلبي : لم يجهل أنه ذنب ولكنه جهل عقوبته .
وقال سائر المفسرين : يعني المعاصي كلها ، فكل من عصى ربّه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته .
قتادة : اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوا أنّ كل شيء عُصيَ به ربّه فهو جهالة ، عمداً كان أو غيره .
وقال الزجاج : معنى قوله : { بِجَهَالَةٍ } اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية ، نظيرها في الأنعام
{ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ } [ الأنعام : 54 ] ، { ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } معناه قبل أن يحبطون السوء بحسناته فيحبطها .
قال السدي والكلبي : القريب ما دام في صحته قبل المرض والموت .
عكرمة وابن زيد : ما قبل الموت فهو قريب .
أبو مجلن والضحاك : قبل معاينة ملك الموت .
أبو موسى الأشعري : هو أن يتوب قبل موته بفواق ناقة .
زيد بن أسلم عن عبد الرحمن ( السلماني ) قال : اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم " .
قال الثاني : وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم " .
قال الثالث : وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة " .
فقال الرابع : وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه " .
خالد بن ( سعدان ) عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه " ثم قال : " إن السنة لكثير ، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه " ثم قال : " إن الشهر لكثير ، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه " ثم قال : " إن الجمعة لكثير ، من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه " ثم قال : " إن الساعة لكثير ، من تاب قبل موته قبل أن يُغرغر بها تاب الله عليه " .
المسيب بن شريك عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما هبط إبليس قال وعزتك وعظمتك لا أُفارق ابن آدم حتى يفارق روحه جسده فقال الله عزّ وجلّ : وعزتي وعظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر " .
وعن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنّ الشيطان قال وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، قال الربّ تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروا لي " .
قال الثعلبي : وسمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت محمد بن عبد الجبار يقول : يقال للتائب المخلص في توبته ولو بمقدار ساعة من النهار أو بمقدار نفس واحد قبل موته : ما أسرع ما جئت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.