{ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما }
أمر الله تعالى عباده بالإنابة إليه ، والعودة إلى سبيله ومنهاجه ، والرجوع عما فعلوا من عصيان ، فقال تقدست أسماؤه : ( وأنيبوا إلى ربكم . . ) ( {[1333]} ) ، وقال عز ثناؤه : ( . وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) ( {[1334]} ) ؛ وقال : ( يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا . . ) ( {[1335]} ) ؛ ووعد سبحانه بقبول من أناب إليه( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيآت . . ) ( {[1336]} ) ، والتائبون هم أهل الفوز برضاه : ( . . إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ( {[1337]} ) ؛ ومن أسمائه الحسنى : التواب : ( . . وأن الله تواب حكيم ) ( {[1338]} ) ؛ فكأن معنى الآية : ما قبول توبة من تاب إلا مِن المولى سبحانه ، فإن على تأتي بمعنى مِن ، وحروف الجر ينوب بعضها عن بعض كما في الآية الكريمة : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده . . ) ( {[1339]} ) ، أي : منهم ؛ وذلك القبول يمنح للذين يفعلون المعاصي ثم يتوبون دون تسويف وتأخير ؛ فهؤلاء المنيبون يتجاوز الله عن سيآتهم ؛ وأما { بجهالة } فقد نقل عن مجاهد أنه قال : الجهالة هنا العمد ، وقال قتادة : أجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أن كل معصية فهي بجهالة ، عمدا كانت أو جهلا ؛ وقال الزجاج : اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.