جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (17)

{ إنما التوبة على الله } أي : ليس قبول التوبة واجبا على الله بمقتضى وعده لأحد إلا { للذين يعملون السوء } ملتبسين { بجهالة } أجمع الصحابة على أن من عصى الله عمدا أو خطأ فهو بجهالة { ثم يتوبون من قريب } زمان قريب قبل معاينة الموت ، أو قبل أن يحيط السوء{[960]} بحسناته فيحبطها ، أو في صحته قبل مرض موته { فأولئك يتوب الله عليهم } تاب الله عليه من قبل توبته وغفر ذنبه { وكان الله عليما } بنياتهم { حكيما } بأفعاله .


[960]:قال الله تعالى: (ولم يصروا على ما فعلوا) ذكر في الإحياء: معناه عن قرب العهد بالخطيئة بأن يندم عليها ويمحو أثرها بحسنة يدفعها قبل أن يتراكم الذنب على القلب فلا يقبل المحو، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (أتبع الحسنة السيئة تمحها).