قوله : { إِنَّمَا التوبة عَلَى الله } استئناف لبيان أن التوبة ليست بمقبولة على الاطلاق ، كما ينبىء عنه قوله : { تَواباً رحِيماً } بل إنما تقبل من البعض دون البعض ، كما بينه النظم القرآني ها هنا ، فقوله : { إِنَّمَا التوبة } مبتدأ خبره قوله : { لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السوء بجهالة } . وقوله : { عَلَى الله } متعلق بما تعلق به الخبر من الاستقرار ، أو متعلق بمحذوف وقع حالاً عند من يجوز تقديم الحال التي هي ظرف على عاملها المعنوي . وقيل : المعنى : إنما التوبة على فضل الله ورحمته بعباده . وقيل : المعنى : إنما التوبة واجبة على الله ، وهذا على مذهب المعتزلة ؛ لأنهم يوجبون على الله عز وجل واجبات من جملتها قبول توبة التائبين . وقيل : على هنا بمعنى عند ، وقيل : بمعنى من .
وقد اتفقت الأمة على أن التوبة فرض على المؤمنين لقوله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَ المؤمنون } [ النور : 31 ] وذهب الجمهور إلى أنها تصح من ذنب دون ذنب خلافاً للمعتزلة ، وقيل : إن قوله : { عَلَى الله } هو الخبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.