قوله : ( اِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ) الآية [ 17 ] .
معناها عند الطبري( {[11868]} ) : أن التوبة ليست لأحد إلا الذين يعملون السوء ، وهم جهال : ثم يتوبون قبل الموت ، فإن الله يتوب عليهم ، وأكثر الصحابة على أن كل ذنب فعله الإنسان فعل جهالة عمداً كان أو غير عمد( {[11869]} ) .
قال مجاهد : كل من عصى ربه فهو جاهل حتى يتوب عن ذلك( {[11870]} ) ، وعلى ذلك أكثر التابعين وأهل التفسير .
وقد قال الضحاك : إن الجهالة : العمد خاصة( {[11871]} ) وروي مثله عن مجاهد( {[11872]} ) .
وقال عكرمة : الجهالة : الدنيا( {[11873]} ) . فالمعنى على قوله : للذين يعملون السوء في الدنيا ، وقال : الدنيا كلها جهالة( {[11874]} ) .
وقيل معنى : ( ءَبِجَهَالَةٍ ) أي : بجهالة منهم لما في الذنب من العقاب عمدوا ذلك أو جهلوه( {[11875]} ) . وقيل : الجهالة أن يعمل المعصية وهو يعلم أنها معصية ، فإن لم يعلم ذلك ، فهو خطأ وليست بجهالة( {[11876]} ) .
قوله : ( ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيب ) الآية [ 17 ] .
أي : في صحة لا مرض فيها قبل نزول إمارات( {[11877]} ) الموت ، قاله ابن عباس والسدي وغيرهما( {[11878]} ) ، وقيل : المعنى من قبل معاينة الموت ( وروي ذلك عن ابن عباس ، وقاله الضحاك( {[11879]} ) ، وقال عكرمة وابن زيد " من قريب " من قبل الموت( {[11880]} ) )( {[11881]} ) .
وقد روى قتادة عن أبي قلابة( {[11882]} ) أنه قال : ذكر لنا أن إبليس لعنه الله لما لعن وأُنظْر قال : وعزتك لا( {[11883]} ) أخرج من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح ، قال الله عز وجل : لا أمنعه( {[11884]} ) التوبة ما دام فيه الروح( {[11885]} ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر( {[11886]} ) " .
وقال أهل المعاني : " ثُمّ يثوبون " قبل مماتهم في الحال التي يفهمون فيها أمر اله عز وجل ونهيه ، وقبل أن يغلبوا على أنفسهم وعقولهم ( فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ) أي : يرزقهم إنابة إلى طاعته ويتقبل منهم توبتهم إليه( {[11887]} ) .
قال الأخفش : قال إني تبت الآن " تمام( {[11888]} ) وخولف في ذلك لأن و( الذِينَ يَمُوتُونَ ) عطف على( {[11889]} ) " الذين " الأول( {[11890]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.