التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسٗا وَأَشَدُّ تَنكِيلٗا} (84)

قوله تعالى : ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك . . . )

قال الإمام أحمد : ثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنا أبو بكر عن أبي إسحاق قال قلت للبراء : الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال : لا لأن الله عز وجل بعث رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك ) إنما ذاك في النفقة

( المسند 4/281 ) ورجاله ثقات وإسناده صحيح . وأبو بكر هو : ابن عياش المقري ثقة إلا أنه ساء حفظه لما كبر وكتابه صحيح والحديث ليس من سوء حفظه لأنه ثبت في الصحيح من حديث حذيفة وغيره ( انظر صحيح البخاري - التفسير - سورة البقرة ، باب ( وأنفقوا في سبيل الله ) رقم 4516 ) . وأبو إسحاق هو السبيعي ، وأخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش به ، ( تفسير ابن أبي حاتم رقم 3745 ) وانظر تفسير ابن كثير فقد ذكر رواية أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه ( 2/322 ، 323 ) وأخرجه الحاكم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق به وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/275-276 )

قوله تعالى ( وحرض المؤمنين على القتال عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا )

قال الشيخ الشنقيطي : لم يصرح هنا بالذي يحرض عليه المؤمنين ما هو ، وصرح في موضع آخر بأنه القتال ، وهو قوله ( وحرض المؤمنين على القتال ) وأشار إلى ذلك هنا بقوله في أول الآية ( فقاتل في سبيل الله ) وقوله في آخرها : ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( وأشد تنكيلا ) أي عقوبة .