التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا} (86)

قوله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا )

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليكم ، فقل : وعليك " .

( الصحيح11ح6257 - ك الاستئذان ، ب كيف يرد على أهل الذمة بالسلام ؟ ) . وأخرجه مسلم في ( صحيحه 4/1706- ك السلام ، ب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام ، وكيف يرد عليهم ) .

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز ( يعني الدراوردي ) عن سهيل ، عن أبيه عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه " .

( الصحيح 4/1707 ح 167 6- ك السلام ، ب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام . . . ) .

قال أبو داود : حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم ، فرد عليه السلام ، ثم جلس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عشر «ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه ، فجلس ، فقال : »عشرون »ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه ، فجلس ، فقال : " ثلاثون " .

( السنن 4/350ح5195 - ك الأدب ، ب كيف السلام ؟ ) . وأخرجه الترمذي ( 5/52ح2689- ك الاستئذان ، ب ما ذكر في فضل السلام ) من طريق عبد الله بن عبد الرحمان والحسين بن محمد الجريري عن محمد بن كثير به . قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه . وقال ابن حجر : سند قوي ( الفتح 11/ 6 ) ، صححه الألباني ( انظر صحيح سنن الترمذي ح 2163 ) .

روى ابن أبي شيبة : عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله قال : " إن السلام اسم من أسماء الله فأفشوه " .

وبالإسناد نفسه قال : إن الرجل إذا مر بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له فضل درجة عليهم ، لأنه أذكرهم السلام .

( المصنف 8/438و441ح5796 ، 5807 ) ، وأخرجه الخطيب في ( موضح الأوهام 1/409-410 ) من طريق ابن جريج ، عن فافاه به . وقد روي هذا الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا ، أخرجه كذلك : البزار في ( مسنده 5/174-175ح1770 ، 1771 ) ، والطبراني في ( الكبير 10/224ح10391 ، 10392 ) ، وابن حبان في ( روضة العقلاء ص112 ) ، من طرق ، عن الأعمش به ، وساقوه جميعا مساق حديث واحد . قال المنذري : رواه البزار والطبراني ، وأحد إسنادي البزار جيد قوي . ( الترغيب والترهيب 3/427-428 ) ، وقال الهيثمي : رواه البزار بإسنادين والطبراني بأسانيد ، وأحدهما رجاله رجاله الصحيح عند البزار والطبراني . ( مجمع الزوائد 8/29 ) . وقال الحافظ ابن حجر : رواه البزار بإسناد جيد . ( التلخيص الحبير 4/94 ) ورمز له السيوطي بالحسن في ( الجامع الصغير4/151 مع فيض القدير ) ، وصححه الألباني في ( صحيح الجامع 3697 ) .

وأما الاختلاف في رفعه ووقفه : لقد صحح الأئمة رواية الوقف ، فقال الدارقطني - بعد أن ذكر الخلاف في رفعه - : والموقوف أصح . ( العلل 5/76 ) . وقال الحافظ ابن حجر : . . . وطريق الموقوف أقوى . ( فتح الباري 11/3 ) والحديث وإن كان موقوفا ، إلا أن أكثره له معنى الرفع ؛ إذ أنه مما لا بمجال للرأي فيه . هذا ، وللشطر الأول منه شاهد من رواية أنس رضي الله عنه ، أخرجه البخاري في ( الأدب المفرد2/449 ح 989- مع فضل الله الصمد ) إلى قوله ( . . . فأفشوا السلام بينكم . وحسن الحافظ ابن حجر إسناده ( فتح الباري 11/13 ) ، وصحح إسناده الألباني ( السلسة الصحيحة رقم 184 ) ، وحسن الحديث في ( صحيح الأدب المفرد ص 380ح760 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ) عن قتادة يقول : حيوا أحسن منها ، أي : على المسلمين ( أو ردوها ) أي : على أهل الكتاب .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ( حسيبا ) قال : حفيظا .