{ قل } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يكذبونك ويجحدون نبوّتك من قومك { أيّ شيء } بيني وبينكم { أكبر شهادة } تمييز محوّل عن المبتدأ { قل الله } أكبر شهادة إن لم تقولوه لا جواب غيره ثم ابتدأ { شهيد بيني وبينكم } أي : هو شهيد بيني وبينكم ويحتمل أن يكون الله شهيداً هو الجواب لأنه تعالى إذا كان هو الشهيد كان أكبر شيء شهادة { وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم } يا أهل مكة { به } أي : القرآن واكتفى بذكر الإنذار عن ذكر البشارة وقوله تعالى : { ومن بلغ } عطف على ضمير المخاطبين أي : لأنذركم به يا أهل مكة ومن بلغه من الإنس والجنّ إلى يوم القيامة وهو دليل على أنّ أحكام القرآن تعمّ الموجودين وقت نزوله ومن بعدهم وأنه لا يؤاخذ بها من لم يبلغه قال محمد بن كعب القرطبيّ : من بلغه القرآن فكأنما رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال أنس بن مالك : لما نزلت هذه الآية كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر وكل جبار يدعوهم إلى الله تعالى .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار ) . وفي رواية ( نضر الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأدّاها فربّ مبلغ أوعى من سامع ) . وفي رواية ( فربّ حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) وقال مقاتل : من بلغه القرآن من الجنّ والإنس فهو نذير له وقوله تعالى : { أئنكم لتشهدون أنّ مع الله آلهة أخرى } استفهام إنكاري قل : يا محمد لهؤلاء المشركين الذين جحدوا نبوّتك واتخذوا آلهة غيري إنكم أيها المشركون لتشهدون أنّ مع الله آلهة أخرى وهي الأصنام التي كانوا يعبدونها { قل } لهم { لا أشهد } بما تشهدون به أنّ مع الله آلهة أخرى بل أجد ذلك وأنكره { قل إنما هو إله واحد } لا شريك له وبذلك أشهد { وإنني بريء مما تشركون } معه من الأصنام ، وفي الآية دليل على إثبات التوحيد ونفي الشريك لأنّ كلمة إنما تفيد الحصر فثبت بذلك إيجاب التوحيد والتبري من كل معبود سوى الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.