قوله : { قل أي شيء أكبر شهادة } الآية [ 20 ] .
{ أي } اسم مبهم معرب ، وإنما أعرب دون سائر المبهمات لعلتين{[19320]} .
- إحداهما{[19321]} : أنه قد أُلزم الإضافة فخالف{[19322]} سائر المبهمات ، والمضاف إلأيه يحل محل التنوين فيه ، إذ لزمه ما هو عوض من التنوين ، وإذا قدر التنوين فيه{[19323]} وجب إعرابه ، لأن التنوين علامة للأمكن ، والأمكن لا يكون إلا معربا{[19324]} .
- والوجه الآخر : أنه مخالف لسائر المبهمات ، لأنه يدل{[19325]} على البعض المعيّن{[19326]} ، فإذا قلت : ( أي الرجلين أتاك ) ؟ فالذي تسأل{[19327]} عنه داخل في{[19328]} ( الرجلين ) ، وليس ذلك في ( ما ) و( من ){[19329]} .
ومعنى الآية : قل يا محمد لهؤلاء{[19330]} الذين جحدوا نبوتك : أي : شيء أعظم شهادة ؟ ، ثم أخبرهم بأن الله أعظم شهادة ممن يجوز عليه السهو والغلط والكذب والخطأ من خلقه{[19331]} . وقيل : المعنى : سلهم يا محمد : أي شيء أكبر شهادة حتى أستشهد به عليكم ؟ {[19332]} .
( و ){[19333]} قال الكلبي : قال المشركون – من أهل مكة – للنبي : من يعلم أنك رسول الله فيشهد لك ، فأنزل الله { قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم } أني رسوله ، { وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ }{[19334]} .
والله – جل ذكره – شيء بهذه الآية ، لكنه شيء لا كالأشياء { ليس كمثله شيء }{[19335]} .
وقوله : { وأوحي إلي هذا القرآن } ( أي وقل لهم : أوحي إلي هذا القرآن ){[19336]} لأنذركم به عقاب الله ، { ومن بلغ } : ( أي ){[19337]} وأنذر به من بلغه{[19338]} ذلك بعدي{[19339]} .
قال محمد بن كعب القرطبي{[19340]} : من بلغته آية فكأنما رأى الرسول{[19341]} .
قال ابن عباس : ( من بلغه هذا القرآن فهو له نذير ){[19342]} .
ف { من } في موضع نصب{[19343]} . وقيل : المعنى في { ومن بلغ } : أي : وأنذر من بلغ الحلم ، لأن{[19344]} من لم يبلغ الحلم ، فليس بمخاطب ولا متعبد{[19345]} . والقول الأول : ( إن معناه : ومن بلغه القرآن ) ، وهو أولى{[19346]} .
وقال مجاهد { ومن بلغ } أي : من أسلم{[19347]} . وقيل معناه : { لأنذركم{[19348]} به } أيها العرب { ٍومن بلغ } أي : العجم{[19349]} ، كقوله : { بعث{[19350]} في الأميين رسولا منهم }{[19351]} يعني العرب{[19352]} ، ثم قال : { وآخرين منهم }{[19353]} أي : من الذين أرسل إليهم ، يعني العجم{[19354]} .
( و ){[19355]} قوله : { أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } : هذا على التوبيخ لهم{[19356]} . ثم قال لنبيه : قل يا محمد لا أشهد بما تشهدون ، إنما هو إله واحد ، وإنني{[19357]} بريء من إشراككم بربكم{[19358]} .
( و ){[19359]} روى ابن عباس أن طائفة{[19360]} من اليهود قالوا للنبي : يا محمد ، ما نعلم{[19361]} مع الله إلها غيره ! ، فقال رسول الله : لا إله إلا الله{[19362]} ، بذلك بُعثت وإلى ذلك أدعو ، فأنزل الله : { قل الله شهيد بيني وبينكم } إلى قوله : { فهم لا يومنون }{[19363]} .
ووقف نافع : { قل أي شيء أكبر شهادة }{[19364]} . والتمام عند الجماعة { ومن بلغ }{[19365]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.