قوله : { لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ }[ الأنعام :19 ] .
معناه على قول الجمهور : بلاغ القرآن ، أي : لأنْذِرَكُمْ وأُنْذِرَ مَنْ بَلَغَهُ ، ففي ( بلغ ) ضمير محذوف ، لأنه في صلة ( من ) فحُذِفَ لِطُولِ الكلام ،
وقالت فرقة : ( ومن بلغ ) الحُلُمَ .
وروي في معنى التأويل الأَوَّلِ أَحَادِيثُ ، وظاهر الآية أنها في عَبَدَةِ الأصنام .
وذكر الطبري أنه قد وَرَدَ من وَجْهٍ لم تثبت صحته أنها في قَوْمٍ من اليهود ، قالوا : يا محمد ما تَعْلَمُ مع اللَّه إلهاً غيره ، فقال لهم : ( لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ ، وبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) فنزلت الآية ، واللَّه أعلم .
وأمر اللَّه سبحانه نَبِيَّهُ عليه السلام أن يعلن بالتَّبَرِّي من شَهَادَةِ الكفرة ، والإعلان بالتوحيد للَّه عز وجل ، والتبرِّي من إشراكهم .
قال الغزالي في " الإحياء " . وينبغي للتَّالِي أن يقدر أنه المقصود بكل خِطَابٍ في القرآن ، فإن سمع أمراً أو نَهْياً قَدَّرَ المَنْهِيُّ ، والمأمور ، وكذا إن سَمِعَ وَعْداً أو وعيداً ، وكذا ما يَقِفُ عليه من القَصَصِ ، فالمقصود به الاعْتِبَارُ ، قال تعالى : { وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرسل مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } [ هود : 120 ] .
وقال تعالى : { هذا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران : 138 ] .
وقال : { وَأَوحَيَ إلَيَّ هذا القُرءَانُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ }[ الأنعام :19 ] .
قال محمد بن كَعْبٍ القُرظي : من بلغه القرآن ، فكأنما كَلَّمَهُ اللَّه عز وجل ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.