التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (28)

قوله تعالى : ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل )

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله : ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ) قال : من أعمالهم .

قوله تعالى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )

قال الشنقيطي : هذه الآية الكريمة تدل على أن الله جل وعلا الذي أحاط علمه بكل موجود ومعدوم ، يعلم المعدوم الذي يسبق في الأزل أنه لا يكون لو وجد كيف يكون ، لأنه يعلم أن رد الكفار يوم القيامة إلى الدنيا مرة أخرى لا يكون ، ويعلم هذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون ، كما صرح به بقوله ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )وهذا المعنى جاء مصرحا به في آيات أخر . فمن ذلك أنه تعالى سبق في عمله أن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، لا يخرجون إليها معه صلى الله عليه وسلم ، والله ثبطهم عنها لحكمة . كما صرح به فيقول ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم )الآية . وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون . كما صرح به تعالى في قوله ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) الآية . ومن الآيات الدالة على المعنى المذكور قوله تعالى ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون )إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس ، قال : فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى ، وقال : ( لوردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا )يقول : ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم ، لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء .