الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (28)

قوله : { بل بدا لهم ما كانوا يخفون }{[19589]} الآية [ 29 ] .

المعنى : بل ظهر لهم في الآخرة من أعمالهم ما كانوا يخفون في الدنيا ، { ولو ردوا }{[19590]} إلى الدنيا { لعادوا لما نهوا عنه } أي : ( لو وصل ){[19591]} الله لهم{[19592]} دنيا كدنياهم ، لعادوا ، { وإنهم لكاذبون } فيما أخبروا به عن أنفسهم{[19593]} . فأعلمنا الله – في هذه الآية – أن ما لا يكون ، كيف كان يكون ، لو كان . وفي هذا دليل على قدم علمه بجميع{[19594]} الأشياء ، لا{[19595]} إله إلا هو ، لم يزل يعلم ما يكون كيف يكون ، قبل كونه بلا أمد{[19596]} .


[19589]:ب ج د: يخفون من قبل.
[19590]:كلها مطموسة إلا نادرا، مع بعض الخرم.
[19591]:د: لوصل.
[19592]:ج: إليهم.
[19593]:انظر: تفسير الطبري 11/321، 322 التي فيها روايات عن السدي وقتادة بما ورد هنا.
[19594]:ب: لجميع.
[19595]:ب: إلا.
[19596]:انظر: إعراب مكي 249.