التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآئِهَاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (101)

قوله تعالى : ( تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين )

قال ابن كثير : لما قص تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر قوم نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وشعيب ، وما كان من إهلاكه الكافرين وإنجائه المؤمنين ، وأنه تعالى أعذر إليهم بأن بين لهم الحق بالحجج على ألسنة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين ، قال تعالى ( تلك القرى نقص عليك ) أي : يا محمد ( من أنبائها ) أي : من أخبارها ، ( ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات )أي : بالحجج على صدقهم فيما أخبروهم به ، كما قال تعالى ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) و قال تعالى ( ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ) .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( تلك القرى نقص عليك من أنبائها ) الآية . ذكر أنباءهم مفصلة في مواضع كثيرة . كالآيات التي ذكر فيها خبر نوح ، وهود ، وصالح و لوط ، وشعيب وغيرهم ، مع أممهم صلوات الله وسلامه عليهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ) قال : ذلك يوم أخذ منهم الميثاق فآمنوا كرها .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ( بما كذبوا من قبل ) قال : كقوله( و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أُبي بن كعب ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ) قال : كان في علمه يوم أقروا له بالميثاق .

انظر الآية السابقة لبيان( كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين ) .