قوله سبحانه : { تِلْكَ القرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كذلك يَطْبَعُ الله على قُلُوبِ الكافرين }[ الأعراف :101 ] .
{ تلك } ابتداءٌ ، و{ القرى } قال قوم : هو نعْتٌ ، والخبر { نَقْصُّ } ، وعندي : أن { أهل القرَى } هِي خَبَر الابتداءِ ، وفي ذلك معنى التعظيمِ لها ، ولِمُهْلِكِها ، وهذا كما قيل في قوله تعالى : { ذلك الكتاب } [ البقرة : 2 ] وكما قال عليه السلام : ( أُولَئِكَ الملأ ) وكقول ابن أبي الصلت : [ البسيط ]
ثم ابتدأ سبحانهُ الخبر عن جميعهم بقوله : { وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } ، هذا الكلامُ يحتملُ وجوهاً من التأويل :
أحدها : أنْ يريد أنَّ الرسول جاء لكلِّ فريقٍ منهم ، فكذَّبوه لأول أمره ، ثم استبانت حجته ، وظهَرتِ الآياتُ الدالَّة على صدقه ، مع استمرار دعوته . ، فلَجُّوا هم في كفرهم ، ولم يؤمنوا بما سَبَقَ به تكذيبُهم .
والثاني : من الوجوه : أنْ يريد : فما كان آخرهم في الزّمنِ لِيُؤْمِنَ بما كَذَّب به أوَّلهم في الزمَنِ ، بل مشى بعضهم على سَنَن بعضٍ في الكُفْرِ ، أشار إِلى هذا التأويلِ النَّقَّاش .
والثالث : أنَّ هؤلاء لَوْ رُدَّوا من الآخرة إلى الدنيا ، لم يكُنْ منهم إِيمانٌ ، قاله مجاهد ، وقرنه بقوله : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } [ الأنعام : 28 ] .
والرابع : أنه يحتمل : فما كانوا ليُؤْمنوا بما سَبَق في عِلم اللَّه سبحانه ، أنهم مُكَذِّبون به ، وذكَرَ هذا التأويلَ المفسِّرون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.