محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآئِهَاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (101)

وقوله تعالى :

[ 101 ] { تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين ( 101 ) } .

{ تلك القرى } أي المذكورة وهي قرى قوم نوح وعاد وثمود ، وقوم لوط ، وقوم شعيب { نقص عليك من أنبائها } مما يدل على مؤاخذتهم بذنوبهم إصرارهم عليها بعد التنبيه .

/ ثم بين تعالى أنه أعذر إليهم ، بأن بين لهم الحق بالحجج على ألسنة الرسل بقوله : { ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا } عند مجيء الرسل بالبينات والدلائل القاطعة { بما كذبوا من قبل } أي بسبب تكذيبهم بالحق أول ما ورد عليهم ، إذ تمرنوا على التكذيب ، فلم تفدهم الآيات ، واستوت عندهم الحالتان ، كقوله : { وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ، ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة . . . } {[4176]} الآية - ولهذا قال { كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين } أي من المذكورين وغيرهم ، فلا يكاد يؤثر فيها الآيات والنذر ، لما علم أنهم يختارون الثبات على الكفر .


[4176]:- [6/ الأنعام/ 109 و110].