التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{فَـَٔاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (38)

{ فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون 38 وما آتيتم من ربا ليربوا 1 في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون 2 39 } [ 38-39 ] .

في الآية الأولى أمر موجه للسامع بوجوب إيتاء ذي القربى والمساكين وأبناء السبيل حقوقهم وتنويه بما في ذلك من خير وقربى عند الله لمن يريد رضاءه . وتقرير بأن الذين يعملون ذلك هم المفلحون الفائزون برضائه .

وفي الآية الثانية تنبيه تعقيبي على أن الربح الحقيقي ليس فيما يعطيه المرء لغيره من مال بقصد استغلاله وتكثيره فليس لهذا عند الله أجر . وإنما الربح الحقيقي هو في الزكاة التي تعطى للمحتاجين لوجه الله بدون مقابل ولا قصد استغلال وتكثر في الدنيا . فالذين يفعلون ذلك هم الذين يربحون أضعافا مضاعفة بما يكون لهم عند الله من الأجر العظيم .

ولم نطلع على رواية في مناسبة خاصة لنزول الآيتين . ويتبادر لنا أنهما تعقيبيتان أو استطراديتان ، وأن الصلة بينهما وبين الآيات السابقة وبخاصة الأخيرة منها ملموحة من حيث بيان كون الله هو الذي يعطي وهو الذي يمنع ، وأن على المؤمنين الذي يدركون أن المال مال الله أن لا يبطروا وأن لا يستغلوا أموالهم فيما لا خير فيه ولا أجر ، وأن يساعدوا الفئات المحتاجة لوجه الله وابتغاء فضله وأجره .

وحرف الفاء الذي بدئت به الآية الأولى قرينة على ذلك .

والآية [ 38 ] قد وردت بنفس الصيغة في الآية [ 26 ] من سورة الإسراء ونبهنا على ما فيها من تلقين جليل مستمر المدى فلا ضرورة للإعادة . ولقد روى المفسر الطبرسي في سياق جملة { فآت ذا القربى حقه } من هذه الآية الروايات التي أوردناها في سياق الجملة المماثلة في آية سورة الإسراء والتي تتضمن صرف هذه الجملة إلى أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم . وقد علقنا على هذه الروايات والتأويلات التي يبرز عليها الهوى الشيعي في سياق تفسير آية الإسراء بما يغني عن التكرار .