ولما أفهم ذلك عدم الاكتراث {[53152]}بالدنيا لأن الاكتراث{[53153]} بها لا يزيدها ، والتهاون بها لا ينقصها ، فصار ذلك لا يفيد إلا تعجيل النكد بالكد والنصب ، وكان مما تقدم أن السيئة من أسباب المحق ، سبب عنه الإقبال على إنفاقها{[53154]} في حقوقها إعراضاً عنها وإيذاناً بإهانتها وإيقاناً بأن ذلك هو استبقاؤها واستثمارها واستنماؤها ، فقال خاصاً بالخطاب{[53155]} أعظم المتأهلين لتنفيذ{[53156]} أوامره لأن ذلك أوقع في نفوس الأتباع ، وأجدر بحسن القبول منهم والسماع : { فآت } يا خير الخلق ! { ذا القربى حقه } بادئاً به لأنه أحق الناس بالبر ، صلة{[53157]} للرحم وجوداً وكرماً { والمسكين } سواء كان ذا القربى أو لا { وابن السبيل } وهو المسافر كذلك ، والحق الذي ذكر لهما{[53158]} الظاهر أنه يراد به النفل لا الواجب ، لعدم ذكر بقية الأصناف ، ودخل الفقير{[53159]} من باب الأولى .
ولما أمر بالإيتاء{[53160]} ، رغب فيه فقال : { ذلك } أي الإيتاء العالي الرتبة { خير } ولما كان سبحانه أغنى الأغنياء فهو لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه لا رياء فيه{[53161]} ، قال معرفاً أن ذلك ليس قاصراً على من خص بالخطاب بل{[53162]} كل من تأسى به نالته بركته { للذين يريدون } بصيغة الجمع ، ولما كان الخروج عن المال في غاية الصعوبة{[53163]} ، رغب فيه بذكر الوجه الذي هو{[53164]} أشرف ما في الشيء المعبر به هنا عن الذات وبتكرير{[53165]} الاسم الأعظم المألوف لجميع الخلق فقال{[53166]} : { وجه الله } أي عظمة الملك الأعلى ، فيعرفون من حقه ما يتلاشى عندهم على كل{[53167]} ما سواه فيخلصون له { وأولئك } العالو الرتبة لغناهم عن كل فان { هم } خاصة { المفلحون* } أي{[53168]} الذين لا يشوف فلاحهم شيء من الخيبة ، وأما غيرهم فخائب ، أما{[53169]} إذا لم ينفق فواضح ، وأما من أنفق على وجه الرياء بالسمعة والرياء فإنه{[53170]} خسر ماله ، وأبقى عليه وباله ، وأما من أنفق على وجه الرياء الحقيقي فقد صرح به تعريفاً بعظيم فحشه صارفاً الخطاب{[53171]} عن المقام الشريف الذي كان مقبلاً عليه ، تعريفاً بتنزه{[53172]} جنابه عنه ، و{[53173]} بعد تلك الهمة العلية والسجايا الطاهرة النقية منه ، إلى جهة من يمكن ذلك منهم فقال :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.