الآية 38 وقوله تعالى : { فآت ذا القربى حقه } يحتمل قوله : { حقه } أي حاجته( {[16068]} ) لا على حق كان له كقوله : { ما لنا في بناتك من حق } [ هود : 79 ] أي من حاجة ؛ إذ معلوم أنه لم يكن لهم في بناته حق ، ولكن أرادوا بالحق الحاجة . فعلى ذلك الأول .
وكذلك قوله : { والمسكين وابن السبيل } أي سد المسكين حاجته ومسكنته ، وكذلك : { وابن السبيل } ويحتمل قوله : { فآت ذا القربى حقه } الحق الذي كان له( {[16069]} ) . لكن لم يبين ذلك الحق في هذه الآية ، وبينه( {[16070]} ) في آية أخرى بقوله( {[16071]} ) : { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين } [ البقرة : 180 ] وما ذكر من المواريث بقوله( {[16072]} ) : { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } الآية : [ النساء : 11 ] ونحو ذلك من الحقوق ، وحق المسكين وابن السبيل ما ذكر من الصدقات والزكاة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { ذلك خير للذين يريدون وجه الله } يحتمل قوله : { ذلك خير } أي الإيتاء للأقربين والمساكين والفقراء خير من الأبعدين والأغنياء وغيرهم . أو أن يكون قوله [ { ذلك خير }أي ]( {[16073]} ) ذلك الإيتاء إذا أريد وجه الله [ خير مما لا ]( {[16074]} ) يراد به [ وجه الله ]( {[16075]} ) .
وقوله تعالى : { وابن السبيل } اختلف فيه : قال بعضهم : هو المنقطع عن ماله ، يعان حتى يصل إلى ماله ؛ وقيل : الضعيف ينزل ، فيحسن إليه إلى أن يرجع ، ويرتحل .
وجائز أن يكون قوله : { ذلك خير للذين يريدون وجه الله } أي آت من ليست لع عندك نعمة فيكون ذلك مكافأة لتلك النعمة ، ولكن على إرادة وجه الله ، والله أعلم
[ وقوله تعالى ] ( {[16076]} ) : { وأولئك هم المفلحون } قد ذكرنا أن الفلاح ، هو البقاء ، وقيل : النجاة .
وقال أبو عوسجة : { القيم } [ الروم : 30 ] المستقيم { منيبين إليه } [ الروم : 33 ] أي تائبين { يقنطون } [ الروم : 36 ] ييأسون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.