التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (29)

( 1 ) الجزية : قيل إنها من الجزاء بمعنى المكافأة والمقابلة . وقيل إنها الإجزاء بمعنى الإكفاء ، وقيل : إنها من الجزي بمعنى القضاء ، وعلى القول الأول يكون معناها في مقامها ( جزاء إقرار أهل الكتاب على ما هم عليه ) وعلى القول الثاني ( اجتزاء بها عن إسلامهم ) وعلى القول الثالث ( قضاء ما عليهم ) وعلى كل حال فالكلمة اصطلاح للضريبة التي يدفعها المغلوب المستسلم لغالبه مقابل إقراره على ما هو عليه والدفاع عنه . ونرجح أنها كانت في هذا المعنى في اللغة قبل الإسلام أيضا . ولقد قال بعضهم ( 1 ){[1069]} : إنها فارسية معربة من لفظ ( كزيت ) وكان الفرس يستعملونها في المعنى المراد منها . وقد يكون هذا صحيحا . وقد تكون أصالة عروبتها هي الصحيحة . ونحن نميل إلى هذا ما دام في العروبة جذر مناسب لها ولا يبعد أن تكون دخلت إلى اللغة الفارسية وحرفت فيما بعد . وعلى كل حال فمما لا ريب فيه أن الكلمة بصيغتها مما كان العرب قبل الإسلام يتداولونه في معناها .

29


[1069]:انظر تفسير رشيد رضا.