جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (29)

{ قاتلوا{[1951]} الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } ، أمر بقتال أهل الكتاب ، فهم لا يؤمنون إيمانا كما ينبغي فإيمانهم كلا إيمان ، { ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله } : كالخمر والربا ، { ولا يدينون{[1952]} دين الحق } : لا يعتقدون دين الثابت الناسخ لسائر الأديان ، { من الذين أوتوا الكتاب } ، بيان للذين لا يؤمنون ، { حتى يعطوا الجزية } : ما تقرر عليهم أن يعطوه ، { عن يد } : عن قهر وذل يقال لكل شيء أعطي كرها : أعطاه عن يد أي : عاجزين فهو حال أو يعطونها بأيديهم ولا يرسلون على يد غيرهم ، أي : المسلمين بأيديهم قيل : عن غنى{[1953]} ولذلك قيل لا يؤخذ من الفقير ، { وهم صاغرون } ، ذليلون ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - يؤخذ منه وتوجأ عنقه .


[1951]:ولما بين وفصل أمر المشركين من قريش وغيره توجه إلى أمر أهل الكتاب فقال: "قاتلوا الذين" الآية/12 وجيز.
[1952]:يقال فلان يدين بكذا إذا اتخذ دينه واعتقده/12 منه.
[1953]:يقال: لفلان ذات يد أي ثروة ومال/12 منه.