جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا} (3)

{ فسبح بحمد ربك } : نزهه عما يقول الظالمون ، حامدا له { واستغفره } : عما فرط منك من التقصير ، أو عن أمتك { إنه كان توابا } : لمن استغفر منذ خلق الخلق ، وكان عليه السلام حين أنزلت أخذ في أشد ما كان اجتهادا في أمر الآخرة . وعن الإمام أحمد : قال عليه السلام لما نزلت :{ إذا جاء نصر الله والفتح } : " نعيت إليّ نفسي " {[5473]} ، بأنه مقبوض في تلك السنة ، وعن أكثر السلف : إنها أجله عليه السلام ، وفي مسلم ، والطبراني ، والنسائي : إنها آخر سورة نزلت من القرآن جميعا . وعن البيهقي وغيره أنها نزلت في أيام التشريق بمنى في حجة الوداع ، فيكون نزولها بعد فتح مكة بسنتين ، فلا بد أن نقول : إن " إذا " -الذي هو للاستقبال- سلبت عن معناه . وقيل : إن فتح مكة أم الفتوح ، والدستور لما يكون بعده من الفتوحات ، فهو وإن كان متحققا في نفسه ، لكنه متركب باعتبار ما يدل عليه .


[5473]:قال الشيخ أحمد شارك (3201): إسناده صحيح.