{ فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } فقل سبحان الله ، حامداً له ، أي : فتعجب لتيسير الله ما لم يخطر ببالك وبال أحد من أن يغلب أحد على أهل الحرم ، واحمده على صنعه .
أو : فاذكره مسبحاً حامداً ، زيادة في عبادته والثناء عليه ، لزيادة إنعامه عليك . أو فصل له . روت أمّ هانيء أنه لما فتح باب الكعبة صلى صلاة الضحى ثماني ركعات . وعن عائشة : كان عليه الصلاة والسلام يكثر قبل موته أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك " . والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر بما هو قوام أمر الدين : من الجمع بين الطاعة والاحتراس من المعصية ، ليكون أمره بذلك مع عصمته لطفاً لأمته ، ولأنّ الاستغفار من التواضع لله وهضم النفس ، فهو عبادة في نفسه . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأستغفر في اليوم والليلة مائة مرة " . وروي : أنه لما قرآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه استبشروا ، وبكى العباس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما يبكيك يا عم » ؟ قال : نعيت إليك نفسك . قال : «إنها لكما تقول » ، فعاش بعدها سنتين لم ير فيهما ضاحكاً مستبشراً . وقيل : إن ابن عباس هو الذي قال ذلك ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتي هذا الغلام علماً كثيراً " . وروي : أنها لما نزلت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقائه ، فاختار لقاء الله " ، فعلم أبو بكر رضي الله عنه ، فقال : فديناك بأنفسما وأموالنا وآبائنا وأولادنا . وعن ابن عباس أن عمر رضي الله عنهما كان يدنيه ، ويأذن له مع أهل بدر ، فقال عبد الرحمن : أتأذن لهذا الفتى معنا وفي آبائنا من هو مثله ؟ فقال : إنه ممن قد علمتم . قال ابن عباس : فأذن لهم ذات يوم ، وأذن لي معهم ، فسألهم عن قول الله تعالى : { إِذَا جَاء نَصْرُ الله } ولا أراه سألهم إلاّ من أجلي ؛ فقال بعضهم : أمر الله نبيه إذا فتح عليه أن يستغفره ويتوب إليه ؛ فقلت : ليس كذلك ، ولكن نعيت إليه نفسه ، فقال عمر : ما أعلم منها إلاّ مثل ما تعلم ، ثم قال : كيف تلومونني عليه بعدما ترون ؟ وعن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه دعا فاطمة رضي الله عنها فقال : " يا بنتاه إنه نعيت إليّ نفسي " ، فبكت ، فقال : " لا تبكي ، فإنك أوّل أهلي لحوقاً بي " . وعن ابن مسعود أنّ هذه السورة تسمى سورة التوديع .
{ كَانَ تَوَّاباً } أي : كان في الأزمنة الماضية منذ خلق المكلفين تواباً عليهم إذا استغفروا ، فعلى كل مستغفر أن يتوقع مثل ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.