{ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ } جمع واد ، وهو موضع يسيل فيه الماء ، فنسبة السيل مجاز للمبالغة ، { بِقَدَرِهَا } أي : أحذ كل واد بحبسه ، فالكبير يسع الكثير ، والصغير يسع القليل ، قيل : بمقدارها الذي علم الله أنه نافع ، { فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا } أي : الزبد الذي يظهر على وجه الماء من غليانه ، { رَّابِيًا } : مرتفعا على وجه السيل ، { وَمِمَّا يُوقِدُونَ {[2503]}عَلَيْهِ فِي النَّارِ } أي : جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك ، { ابْتِغَاء } : طلب ، { حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ } : كالأواني وآلات الحرث والحرب ، { زَبَدٌ مِّثْلُه } أي : مما توقدون عليه زبد مثل زبد الماء ومن للابتداء أو للتبعيض ، { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ } أي : مثلهما ، فالحق كالماء الذي ينتفع به الناس بقدر وسع أنهارهم وأوديتهم ، ويمكث في الأرض وكالجواهر الأرضية المنتفعة بها في صواغ الحلي والأمتعة عنها ويدوم نفعها والباطل كالزبد الذي ليس له نفع ويزول بسرعة وإن علا بعض الأحيان على الماء الصافي وعلى الجواهر حين أذيبت ، وعن بعض السلف أراد من الماء القرآن{[2504]} ، ومن الأودية القلوب احتملت القلوب منه على قدر يقينها وشكها فأما الشك فلا ينفع معه العمل وأما اليقين فينفع الله به أهله ، وقالوا أيضا : العمل السيئ يضمحل عن أهله كالزبد لا نفع له و لا يبقى وأما من عمل بالحق كان له ويبقى كما يبقى الماء الصافي والجواهر الخالصة ، { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء } أي : يرمى به السيل منصوب على الحال ، { وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ } : كالماء الصافي وخلاصة الفلزات ، { فَيَمْكُثُ{[2505]} فِي الأَرْضِ } وبه ينتفع الخلق ، { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ } : للإيضاح والتبيين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.