جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَظِلَٰلُهُم بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ۩} (15)

{ وَلِلّهِ يَسْجُدُ } : ينقاد ويخضع ، { مَن فِي السَّمَاوَاتِ } : الملائكة ، { وَالأَرْضِ } : الثقلين ، { طَوْعًا وَكَرْهًا } نصبهما بالمفعول له أو بالحال قيل : المراد من السجدة وضع الجبهة وهو من المؤمنين بالطوع ومن الكفرة وقت الضرورة{[2500]} قيل : اللفظ عام والمراد منه الخصوص ، { وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } : في هذين الوقتين يسجد ظلال الكافر والمؤمن بكيفية لا نعرف ، وهل يبعد أن يخلق الله تعالى في الظلال عقولا يسجد لخالقه كما خلق في الجبال وتجلى له والمؤولة يؤولونها إلى تصريفه إياه بالمد والتقليص فقالوا : تخصيص الوقتين لأن المد والتقليص فيهما أظهر والأظهر أن بالغدو ظرف ليسجد والتخصيص لأنهما أشرف أوقات العبادة أو المراد بهما الدوام .


[2500]:قال الله تعالى: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله" (العنكبوت:65)/12 منه.