التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَالَتۡ أَوۡدِيَةُۢ بِقَدَرِهَا فَٱحۡتَمَلَ ٱلسَّيۡلُ زَبَدٗا رَّابِيٗاۖ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيۡهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبۡتِغَآءَ حِلۡيَةٍ أَوۡ مَتَٰعٖ زَبَدٞ مِّثۡلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ وَٱلۡبَٰطِلَۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ} (17)

قوله تعالى { أنزل من السّماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السّيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزّبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } فهذا مثل ضربه الله ، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها . فأما الشك فلا ينفع معه العمل ، وأما اليقين فينفع الله به أهله ، وهو قوله : { فأما الزبد فيذهب جفاء } ، وهو الشك ، { وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } ، وهو اليقين ، كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبثه ، فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك .