جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ} (18)

{ لِلَّذِينَ{[2506]} اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ } وهم المؤمنون ، { الْحُسْنَى } : المثوبة الحسنى وهي الجنة مبتدأ ، والذين استجابوا خبره ، { وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ } وهم الكفرة مبتدأ وقوله { لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } خبره ، أي : لو كان لهم جميع الدنيا ومثله في دار الآخرة{[2507]} لافتدوا به للتخلص من عذابه ، قيل : ضرب المثل لبيان الفريقين ، فقوله : " للذين " متعلق بيضرب ، والحسنى صفة مصدر ، أي : استجابوا الاستجابة الحسنى ، " لو أن لهم " إلخ . . . كلام مبتدأ لبيان مآل الفريق الآخر ، { أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ } : المناقشة فيه وعدم غفر شيء من ذنبه ، { وَمَأْوَاهُمْ } : مرجعهم ، { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } جهنم ، أي : المستقر .


[2506]:ولما ضرب المثل للحق والباطل انتقل ما لأهلهما من الثواب و العقاب، فقال: "للذين استجابوا" /12 وجيز.
[2507]:وهم في الدنيا بخلوا بقليل منها /12.