ثم قال تعالى : { والله جعل لكم مما خلق ظلالا } [ 81 ] .
يعني : الأشجار والجبال تستظلون بها من الحر والبرد والمطر {[39583]} وقيل : هو السحاب والغمام {[39584]} يظل الناس .
أي : جعل لكم من الجبال والسهل ، ولكن حذف السهل لدلالة الكلام عليه . { أكنانا } جمع : كن {[39585]} يعني غيرانا يسكن {[39586]} فيها {[39587]} .
{ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر } [ 81 ] والبرد وحذف/ البرد لدلالة الحر عليه .
[ *** كما قال أريد الخير أيهما يليني***
فحذف الشر لدلالة الخير {[39588]} ] [ عليه {[39589]} ] {[39590]}
والسرابيل جمع سربال . والسربال كل ما لبسته من قميص ودرع وغيره {[39591]} ، يعني : من القطن ، والكتان والصوف {[39592]} .
{ وسرابيل تقيكم بأسكم } [ 81 ] .
يعني : الدروع من الحديد {[39593]} . والبأس {[39594]} هنا الحرب {[39595]} . والمعنى في هذا : خلق {[39596]} لكم ما {[39597]} تتخذون منه {[39598]} هذه السرابيل وأقدركم على عمله وألهمكم ذلك .
فهذه كلها نعم من الله ينبه خلقه عليها ليشكروا الله على ذلك ويعلموا أنه المنفرد بخلق ذلك المدبر لمصالح عباده ، فلا تجب العبادة إلا له .
وإنما خص الجبال بالذكر لأنهم كانوا أصحاب [ جبال {[39599]} ] في بلدهم فخوطبوا بما يعرفون . وترك السهول وما فيها أيضا من الأكنان لدلالة الكلام عليه . وخص ذكر الحر : لأن أكثر زمان العرب في أرض {[39600]} الحجاز وما يليها الحر . فخص ذلك لما {[39601]} يعلمون من ضرره عندهم وترك ذكر البرد لدلالة الحر عليه . وخص ذكر الأصواف والأوبار والأشعار لأنهم كانوا أصحاب إبل وغنم ومعز فخوطبوا بما يعقلون . وترك ذكر القطن ، والكتان ، وغيره ، مما يستعمل منه اللباس لدلالة الكلام عليه . ومن هذا قوله { وينزل من السماء من جبال فيها من برد } {[39602]} فذكر البرد لأنهم كانوا يعرفونه فخوطبوا بما يعرفون وترك ذكر الثلج وهو أكثر نزولا من البرد لأنهم كانوا يعرفونه في بلادهم {[39603]} .
ثم قال [ تعالى {[39604]}ي { كذلك يتم نعمته [ عليكم ] {[39605]} لعلكم تسلمون } [ 81 ] .
أي : أتم نعمته عليكم في هذه النعم المذكورة لتخضعوا {[39606]} لله بالطاعة . وروي عن ابن عباس أنه قرأ : " تسلمون " بفتح التاء واللام {[39607]}ن أي لتسلموا من الحر والجراحات وغيرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.