{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } ، تستظلون بها من شدة الحر ، وهو ظلال الأشجار والسقوف والأبنية ، { مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً } ، يعني : الغيران والأسراب والمواضع التي تسكنون فيها ، واحدها كنّ ، { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ } ، قمصاً من الكتان والقطن والخز والصوف ، { تَقِيكُمُ } ، تمنعكم . { الْحَرَّ } .
[ وقال ] أهل المعاني : [ أراد ] الحر والبرد فأكتفى بأحدهما عن الآخر بدلالة الكلام عليه ، نظيره قوله :{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } [ الليل : 12 ] ، يعني : الهدي والإضلال .
{ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } ، يعني : الدروع ولباس الحرب ، والمعنى : تقيكم في بأسكم السلاح أن يصل إليكم ، { كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } ، يخضعون له بالطاعة ويخلصون له بالعبادة .
وروى نوفل بن أبي [ عقرب ] ، عن ابن عبّاس أنه قرأ : ( يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) ، بالفتح ، يعني : من الجراحات .
قال أبو عبيد : الاختيار قراءة العامّة ؛ لأن ما أنعم الله علينا في الإسلام أكثر من إنعامه علينا في السلامة من الجراح .
وقال عطاء الخراساني في هذه الآية : إنما أنزل القرآن على قدر معرفتهم ، ألا ترى إلى قوله تعالى : { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً } ، وما جعل لكم من السهول أعظم وأكثر ، ولكنهم كانوا أصحاب جبال .
وقال : { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا } ، وما جعل لهم من غير ذلك أعظم وأكثر ، ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر . ألا ترى إلى قوله : { وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ } [ النور : 43 ] ، وما ينزل من [ الثلج ] أعظم وأكثر ، ولكنهم كانوا لا يعرفونه ، ألا ترى إلى قوله : { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ } ، وما يقي من البرد أعظم وأكثر ، ولكنهم ظلوا أصحاب حر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.