جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا} (55)

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ } من { أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى } : الرسول والقرآن { وَيَسْتَغْفِرُوا{[2982]} رَبَّهُمْ } عطف على يؤمنوا أي : من أن يستغفروا { إِلا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } أي : إلا تقدير أن يأتيهم عذاب الاستئصال فإنه تعالى قدر عليهم العذاب فذلك هو المانع من إيمانهم ، أو إلا طلب أن يأتيهم العذاب الموعود وأخذهم عن آخرهم كما قالوا : " فأسقط علينا كسفا من السماء . . " الآية ( الشعراء : 187 ) ، " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر " ( الأنفال :32 ) . أو إلا انتظار أن تأتيهم كما يقال لمن حان له الرواح عن منزله وهو غير رائح : ما تنتظر إلا الهلاك { أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبًُلا{[2983]} } عيانا وهو بضم القاف والباء لغة في قبلا بكسر القاف وفتح الباء أو جمع قبيل بمعنى أنواع .


[2982]:كما قال: "فإذا هو خصيم مبين" (يس: 77)، لا يذعن للأدلة اليقينية والأمثال الواضحة /12.
[2983]:وفيه إشارة إلى أن جبلة قريش كجبلة عاد و ثمود وليس الجدال وعدم قبول الحق من خواصهم /12 وجيز.