الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا} (55)

وقوله سبحانه : { وَمَا مَنَعَ الناس أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الهدى } [ الكهف : 55 ] .

{ الناس } ، هنا يراد بهم كفَّار عصر النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، و{ سُنَّةُ الأولين } ، هي عذاب الأمم المذكورة في القرآن ، { أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب قُبُلاً } ، أي : مقابلةً عياناً ، والمعنى : عذاباً غير المعهود ، فتظهر فائدة التقسيمِ ، وقد وقَعَ ذلك بهم يَوْمَ بدرٍ ، وكأنَّ حالهم تقتضي التأسُّف عليهم ، وعلى ضلالهم ومصيرهم بآرائهم إِلى الخُسْران عافانا اللَّه من ذلك .