بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا} (55)

ثم قال : { وَمَا مَنَعَ الناس أَن يُؤْمِنُواْ } ؛ يقول : لم يمنع المشركون أن يصدقوا . { إِذْ جَاءهُمُ الهدى } ، يعني : الرسول والكتاب والدلائل والحجج . قوله : { وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ } ، أي وما منعهم من الاستغفار والرجوع عن شركهم ، { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الاولين } ، أي عذاب الأمم الخالية . { أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب قُبُلاً } ، أي عياناً بالسيف . قرأ عاصم وحمزة والكسائي { قُبُلاً } بضم القاف والباء ، وقرأ الباقون بكسر القاف ونصب الباء . فمن قرأ بالضم فهو بمعنى فعل من قبل ، أي مما يقابلهم ، ويجوز أن يكون جمع قبيل هو أن يأتيهم العذاب أنواعاً ، ومن قرأ بالكسر معناه عياناً .