جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا} (60)

{ وَإِذْ قَالَ{[2984]} } أي : واذكر إذ قال { مُوسَى لِفَتَاهُ } : يوشع بن نون كان يخدمه : { لا أَبْرَحُ } حذف خبره للقرينة أي : لا أزال أسير { حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ } : ملتقى بحري فارس والروم مما يلي المشرق فإنه فيه موعد لقاء الخضر { أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } : أو أسير دهرا أو عن بعضهم هو ثمانون أو سبعون سنة ، أي : حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضى الحقب قيل : أو بمعنى إلا أن أمضي حقبا من الدهر فأتيقن معه فوات المجمع وقصته أن كليم الله قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي : الناس أعلم ؟ فقال : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم {[2985]} إلى الله فأوحى الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك فقال : يا رب كيف لي به ؟ قال : خذ حوتا فحيث ما فقدته فهو ثمه .


[2984]:ولما علم اليهود قريشا أن يسألوا رسول الله ـ صلى الله عليه و على آله وسلم ـ من ثلاثة أشياء امتحانا عن نبوته فسألوا أولا عن أصحاب الكهف وأجاب بما أجاب، وأعقبه بضرب أمثال ونصائح شرع في حكاية موسى بن عمران نبي الله، الدال على أن النبي لا يجب أن يعلم جميع الوقائع فلو لم يجب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أسئلتهم لا يلزم منه أن يكون نبيا، فقال "وإذ قال موسى لفتاه" الآية /12 وجيز.
[2985]:كما وقع من نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه جزم بأن يجيبهم غدا فتأخر الوحي مدة وفرح الأعداء السائلون شامتين /12 وجيز.