{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ } ، أي : فرض ، { عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } ، كان بين حيين قتل ودماء ، وكان لأحد الحيين فضل على الآخر ، فحلفوا أن يقتلوا بالعبد منهم الحر ، وبالمرأة الرجل ، وبالواحد الاثنين فنزلت : { الْحُرُّ {[290]} بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى } ، أي : ليتساووا وليتماثلوا في القصاص فلا يدل على ألا يقتل الحر بالعبد ، والذكر بالأنثى كما لا يدل على عكسه ، ومن قال بعدم قتل الحر بالعبد فدليله الحديث ، وروى عن بعض {[291]} السلف أنها منسوخة بقوله تعالى : " النفس بالنفس " فالقصاص ثابت بين الحر والعبد والذكر والأنثى ، { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ } ، تقديره فمن عفي له عن جنايته من جهة أخيه ، أي : ولى الدم شيء من العفو ، فإن {[292]} عفا لازم ، بمعنى : أخذ الدية بعد استحقاق الدم ، { فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ } ، أي : فعلى {[293]} العافي أن يطالب الدية بالمعروف ولا يعنف ، { وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } ، أي : وعلى المعفو عنه أن يؤديها بإحسان لا يمطل ولا يبخس ، { ذَلِكَ } ، الحكم الذي هو أخذ الدية ، { تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ } : مما كان محتوما على الأمم قبلكم ، من القتل في اليهود ، والعفو في النصارى ، { فَمَنِ اعْتَدَى } : بالقتل ، { بَعْدَ ذَلِكَ } : بعد العفو ، { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } : في الآخرة أو في الدنيا بأن يقتل ولا يأخذ {[294]} منه الدية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.