جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيّٖ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (246)

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ } ، أي : الجماعة ، { مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ } : وفاة ، { مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ } ، أشمويل ، أو شمعون أو يوشع { ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً } : أنهض أميرا لنا للقتال ننتهي إلى أمره ، { نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } جزمه على الجواب ، { قَالَ } : لهم نبيهم ، { هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ } ، هو خبر عسيتم ، والشرط فاصل بينهما ، يعني : أتوقع جبنكم عن القتال إن كتب {[483]} عليكم ، وأدخل هل مستفهما عما هو المتوقع عنده تقريراً وتثبيتاً ، { قَالُواْ وَمَا لَنَا } ، أي : داع لنا ، { أَلاَّ نُقَاتِلَ } ، أي : إلى أن نترك القتال ، { فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا } ، أي : أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ } : عن الحرب ، { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } ، قيل : ثلاثمائة وثلاثة عشر ، { وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } : فيجازيهم على ظلمهم في ترك الجهاد .


[483]:يعني لما كان المقصود مضمون الخبر، يعني: أن لا تقاتلوا خبر عسيتم كانت القيود من الاستفهامية والتوقع، ونحو ذلك عائدة إليه، حتى كأنه حاول إثبات تركهم المقاتلة، فقيده بأنه على سبيل التوقع دون الجزم، ثم بكونه مستفهماً عنه للتقرير، بل التحقيق أن الشرط أيضا قيد فيه لا في التوقع/12