{ الملأ } القوم أو أشراف القوم .
{ هل عسيتم } هل أنتم قريب من التولي ؟
{ وما لنا } وما منعنا وأي شيء لنا في أن لا نقاتل ؟
{ أخرجنا من ديارنا وأبنائنا } طردنا وحيل بيننا وبين الأموال والأبناء والآل .
{ تولوا } اضطربت نياتكم وفترت عزائمكم وجبنوا وأعرضوا .
{ ألم تر } أي ألم تعلم ؟ وهو استفهام ربما يراد به التقرير والتعجيب ، والمخاطب إما النبي صلى الله عليه وسلم ينبئه الله تعالى ويقص عليه من أنباء ما سبق تثبيتا للفؤاد ، وترسيخا لليقين والخطاب للنبي خطاب للأمة { إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى } إلى القوم والجماعة {[756]} من أبناء يعقوب عليه السلام ومن ذريته الذين جاءوا من بعد موت موسى صلى الله عليه وسلم ، { إذ قالوا لنبي الله لهم ابعث ملكا نقاتل في سبيل الله } جائز أن يكونوا هم الذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم وأن يكون النبي هو حزقيل وجائز أن يكونوا أقواما غيرهم ونبيا يسمى سمعون أو شمعون لكن لم يحصل العلم بذلك النبي وبأولئك الملأ من الخبر المتواتر ، وخبر الواحد{[757]} لا يفيد إلا الظن ، أما العبرة فالتحريض على الجهاد . سألوا نبيهم أن يقيم لهم ملكا وأميرا قائدا يقاتلون معه أعداءهم ، وكان الملك فيهم -كما روى- في سبط يهودا والنبوة في سبط لاوى . { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا } ولما أنبأ العليم الخبير أن اليهود أحرص الناس على الحياة وأن الواحد منهم يود لو يعمر ألف سنة وأنهم يخشون ملاقاة أهل الصدق في اللقاء وجاء في محكم التنزيل { لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون . لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر . . }{[758]} ، فكان نبيهم على علم بقعودهم على ملاقاة عدوهم ، وكيف لا وقد قال آباؤهم لكليم الله موسى ولأخيه نبي الله هارون عليهما السلام { . . . فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين }{[759]} فقال النبي الذي طلبوا إليه أن يبعث لهم ملكا وأن ينصب عليهم أميرا وقائدا يجاهدون معه عدوهم قال : هل أنتم قريب من التولي والفرار ؟ يعني أن لا تفوا بما تعدون الله من أنفسكم من الجهاد في سبيله فإنكم أهل نكث وغدر وقلة وفاء بما تعدون-{[760]} .
{ قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين } في الكلام مقدر محذوف يعني لما سألوا نبيهم سأل نبيهم ربهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيل الله فبعث المولى لهم ملكا وفرض عليهم الجهاد فلما جاءهم ما تمنوا أعرضوا واضطربت نياتهم وفترت عزائمهم وجبنوا عن الخروج للقاء العدو وكذلك كان أكثرهم ، لكن قليلا صدقوا ما عاهدوا الله عليه { والله عليم بالظالمين } [ وعيد لهم ولكل مكلف في الإسلام على القعود عن القتال وأي وعيد أبلغ من أن وضع الظالمين موضع الضمير العائد إليهم ] {[761]} مما أورد القرطبي رحمه الله وعن هذا المعنى نهى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا ) رواه الأئمة . 1ه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.