جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (245)

{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ } ، مبتدأ وذا خبره والذي صفة ذا وإقراض الله مثل {[475]} لتقديم العمل الذي يطلب به ثوابه ، { قَرْضاً حَسَناً {[476]} } ، وهو الإنفاق في سبيله ، { فَيُضَاعِفَهُ {[477]} لَهُ أَضْعَافاً } ، نصب على {[478]} الحال من الضمير المنصوب ، أو على المصدر على أن الضعف اسم المصدر ، وجمعه للتنويع ، { كَثِيرَةً } ، عن {[479]} ابن عمر لما نزلت " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة " {[480]} الآية ، قال عليه السلام : رب زد أمتي ، فنزلت " من ذا الذي يقرض الله " {[481]} إلخ ، قال رب زد أمتي فنزلت " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " {[482]} ، { وَاللّهُ يَقْبِضُ } : يمسك الرزق ، { وَيَبْسُطُ } : يوسع على ما أراد فلا تبخلوا ، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } : فيجازيكم على ما قدمتم .


[475]:كما مثل بذل المال في أخذ الجنة بالبيع والشراء/12 وجيز
[476]:"قرضا" إما مفعول به، لأنه ما يعطى من المال وكلام الزمخشري يشعر بهذا، وإما مفعول مطلق، أي: إقراضاً حسنا من طيب نفس وقيل: حال من ثاني مفعولي "يقرض الله" المحذوف، أي: يقرض شيئا حال كون الشيء مقرضاً حسناً حلالاً/12
[477]:من قرأ "يضاعفه" بفتح الفاء فعلى الجواب الاستفهام حملا على المعنى: فإن "من ذا الذي الذي يقرض الله" في معنى أيقرض الله أحداً/12
[478]:قيل مفعول ثان ليضاعف بتضمين معنى النصير/12
[479]:رواه ابن أبي حاتم/12 [وذكره الهيثمي في "المجمع" (3/112) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط وقال: "فيه عيسى بن المسيب"].
[480]:البقرة: 261
[481]:البقرة: 261
[482]:الزمر: 10