النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيّٖ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (246)

قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ } الملأ : الجماعة .

{ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِّيٍ لَهُم } اختلف أهل التأويل فيه على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه سمويل ، وهو قول وهب بن منبه .

والثاني : يوشع بن نون{[389]} ، وهو قول قتادة .

والثالث : شمعون ، سمّتْه أُمّه بذلك لأن الله سمع{[390]} دعاءها فيه ، وهو قول السدي .

{ ابْعَثْ لَنَا مَلَكاً نُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } في سبب سؤالهم لذلك قولان :

أحدهما : أنهم سألوا ذلك لقتال العمالقة ، وهو قول السدي .

والثاني : أن الجبابرة الذين كانوا في زمانهم استذلوهم ، فسألوا قتالهم ، وهو قول وهب والربيع .


[389]:- قال ابن عطية: وهذا ضعيف، لأن مدة داود هي من بعد موسى بقرون ويوشع هو فتى موسى.
[390]:- كانت عجوزا فدعت الله فرزقها بهذا الغلام فسمته سمعون، والسين في العربية تقلب شينا في العبرانية.