جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ} (40)

{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ } ، عطف على كسراب وأو للتخيير أو للتنويع ، فإن الأول حال رؤسائهم وعقلائهم ، والثاني حال مقلديهم وجهالهم ، { فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ } : عميق كثير الماء ، { يَغْشَاهُ } : يعلو البحر ، { مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ } : أمواج مترادفة ، { مِّن فَوْقِهِ } ، الضمير إلى الموج الثاني ، { سَحَابٌ } ، يظلمه ، { ظُلُمَاتٌ } ، أي : هذه ظلمات{[3539]} ، { بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } ، وقراءة جر ظلمات على أنها بدل من ظلمات { إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } : لم يقرب من أن يراها فضلا عن أن يراها والضمائر لمن في البحر لدلالة الفحوى عليه شبه أعمالهم في سوادها وظلمتها ، وما في قلوبهم من الجهل والحيرة بظلمات متراكمة في غاية ما يكون بحيث لا يمكن أن يهتدي إلى النور سبيلا ، { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } ، هذا في مقابلة يهدي الله لنوره من يشاء ، وقوله : { نور على نور } .


[3539]:إشارة إلى أن ظلمات خبر لمبتدأ محذوف /12 منه.